كيفَ عرفَ المشرقيّ أدبا مغاربياً؟-عبداللطيف الحسيني (العراق)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

كيفَ عرفَ المشرقيّ أدبا مغاربياً؟

  عبداللطيف الحسيني    

مَنْ يكتب عن الأدب المغاربي يجبُ عليه أنْ يتسلّحَ بالمعرفة الكافية عنه , و إلا سيتخطى حدودَ المباشرة ليصلَ إلى هاوية الترّهات. ما يعنيني هنا أني تعرفتُ على الأدب المغاربيّ من أفضل ِ الموارد له , أقصدُ كتابَ عبد الكبير الخطيبي : ( الاسمُ العربيُّ الجريح ) الذي فتحَ أمامي أبواباً كانتْ موصدة فيما سبق , لأدخلَ تاليا إلى الشعر المغربي  , لأنّ مُترجِمَه إلى العربية شاعرٌ : ( محمد بنيس ) . ما كان ينقصني ( على المستوى الشخصي البحت ) أنني كنتُ بحاجة إلى الدقة في الكتابة , فوجدتُ أنّ مَنْ يهديني إلى ما أبتغيه هو : ( الأدب المغاربي ) .
( الاسمُ العربيُّ الجريح ) لا يتناولُ الفكرَ بحسٍّ مباشر, بل يتناوله بكثير من العناية, حتى وإنْ كان موضوعُ عبدالكبير الخطيبي هامشيا ( مثالا على ذلك : الوشم أو الخط ) هذا العِلمُ الوشميُّ ( الخطيُّ ) لم يتناوله أحدٌ بالتحليل و التدقيق إلا الخطيبي . من هنا أتتْ مقدّمة ( رولان بارت ) الذي تقاسمَ مع الخطيبي  أشياءَ في منتهى المتناهي في الصغر  . لكنها تعني جوهرَ الإبداع كما جاء في مقدمته للكتاب . هذا الكتابُ دلني إلى البحث عن محمد بنيس نفسه , دلني على كتابه : ( حداثة السؤال)  الكتاب النقدي الذي  يتناول حداثة الشعر العربي بطريقة غير التي تدارسناها  في النقد  العربي , هذا إذا استثنينا ( أدونيس ) .
محمد بنيس عرّابُ الشعر و النقد المغاربي في كلِّ مكان . هكذا بدا لي . خاصة الملفات التي كانتْ مجلةُ (الكرمل)  تخصصها للأدب المغربي . بنيس يحتلُّ الصدارة فيها .
ليس من المُستغرَبِ أنْ يعرفَ المشرقيُّ الأدبَ المغاربيّ من خلال محمد بنيس , كأنه الصوتُ الوحيدُ الدّالُّ على الشعر و الفكر و النقد المغاربي , ربما لم يقرأ المشرقيُّ كتاباتِ (عبدالله العروي)  إلا من خلال حوار بنيس معه ,
حين يعرفُ قرّاءُ المشرق أدبا مغربيا من خلال بنيس يعني أنّ التأثير سيُمارَسُ عليه , مهما تغاضى عنه , لأنّ بنيس بثقافته العربية الكلاسيكية و بتحليله  لأيّ نصٍّ , من خلال تطبيقه لأحدث المناهج النقدية الفرنسية  على النص المدروس يجعلُ الدارس له مأخوذا به .
عرفَ المشرقيُّ شاعرا مغربيا اسمه : ( أبو القاسم الشابي ) الذي يستظهرُ قصيدته أيُّ طالب سوريُّ في المرحلة الإعدادية . أعني قصيدته الأشهر ( إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ) .
السنواتُ تقتحمُ الحياة , فبطريق الصدف الأدبية الجميلة أستدلّ على نصوص شعرية من خلال مجموعتين شعريتين لنوارة لحرش ( الجزائر ) و فاطمة الزهراء بنيس ( المغرب )  . كتبتُ عنهما , ما أريدُ أنْ أعنيه أنّ ثمة كلاسيكية تتحايلُ على النص الشعريّ  المغاربي , ربما هذه الكلاسيكية الصلدة و العنيفة , واللذيذة تحدُّ النصوصَ المغاربية , و أحيانا تمتنعُ هذه الكلاسيكية المغادرة عن النصَّ المغاربي .
الحصيلة : لم يمرّ يومٌ إلا وأقرأُ فيه نصاً مغاربياً ( شعراً أو قصة أو مقطعا فلسفيا , أو جزءاً من رواية أو نقدا أو مواكبة صحفية.. ) .



  alanabda9@gmail.com
( استفتاءٌ أجرته الشاعرة الجزائرية نوارة لحرش لصحيفة النصر )
  عبداللطيف الحسيني (العراق) (2009-06-06)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

كيفَ عرفَ المشرقيّ أدبا مغاربياً؟-عبداللطيف الحسيني  (العراق)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia